(الفروقات الاساسية بين الغلط والخداع في القانون المدني )
ان الغلط والخداع كلاهما من عيوب الرضى التي تؤدي الى تعيب الرضى وافساده ، وبالتالي امكانية ابطال العقد . ان الخداع يؤدي الى ابطال العقد بسبب ايقاع الطرف الثاني المخدوع بالغلط، كاستعمال اوراق مزورة او انتحال صفة معينة لاتمام عملية البيع. وعليه ان الغلط هو نتيجة حتمية للخداع.
ما هي اهم الفروقات بين الغلط والخداع؟
١) يوجد نوعان من الغلط بعكس الخداع يوجد نوع واحد :
الغلط العادي: هو الغلط المؤدي الى بطلان نسبي كالغلط الواقع على صفات الشيء الجوهرية او على هوية الشخص او صفاته الجوهرية، كمن يشتري لوحة فنية لانها تعود لفنان معين فيما تبين انها تعود لاخر ،او كمن يتعاقد مع مقاول مشهور لاقامة بناء ثم يظهر له انه تعاقد مع شخص عادي يحمل ذات الاسم، او من يقع بغلط في شخص الموهوب له في عقد الهبة فاعتقده انه من اقاربه وهو ليس كذلك.
الغلط المانع: هو الغلط الواقع على موضوع العقد (عقد بيع /ايجار الخ) او موضوع الموجب (عقار ١٢/عقار ١٤) والذي يؤدي الى البطلان المطلق.
٢) ان الغلط لا يمس صحة العقد اذا تناول الباعث على التعاقد اما الخداع يؤدي الى ابطال العقد وبغض النظر عن وقوعه على الباعث او على غيره، اي بمجرد توافر اركانه القانونية : (مناورات احتيالية/من احد اطراف العقد او شخص ثالث/ نية التضليل /ان يكون الخداع هو الدافع للتعاقد / حصول ضرر ).
٣) ان الضرر يجب ان يتوفر في حالة الخداع اما في حالة الغلط يكون الضرر مفترضا حكما.
٤) ان التعويض في حالة الخداع نطاقه اكبر من التعويض في حالة الغلط لان الخداع مبني على فكرة الخطأ الذي ارتكبه احد الفريقين او شخص ثالث مما يجعل التعويض موازيا للضرر، على عكس الغلط الذي يتعلق بحالة ذهنية مشتركة بين الطرفين يكون هامش التعويض فيه اقل.
٥) اثبات الخداع كعيب من عيوب الرضى اسهل من الغلط ، لان الامر يتعلق بمناورات احتيالية (ابراز مستندات ملفقة، الكذب، السكوت) يمكن اثباتها بجميع طرق الاثبات لانها مسألة وقائع مادية ، اما الغلط يتعلق بحالة ذهنية ليس من السهل اثباتها.
لا بد من الاشارة ، الى ان اساس التعويض عند ابطال العقد لعلة الخداع او الغلط يكون استنادا للمسؤولية التقصيرية .
Comments
Post a Comment