بمواقعها الأثرية العتيقة، ومناظرها الطبيعية الخلابة في قلب صحراء مصر الغربية، تقدّم واحة سيوة ملاذًا مثاليًا للباحثين عن تجارب المتعة والاسترخاء. ولكن السباحة في بحيرات الملح المنتشرة على أرضها، تُعد تجربة استثنائية تستقطب السياح من جميع أنحاء العالم.
وهذه التجربة، على وجه التحديد، هي التي دفعت مدون رحلات السفر الأمريكي، ماك كاندي، إلى زيارة واحة سيوة خلال رحلته الأخيرة إلى مصر، حيث حرص على توثيق تجربته التي وصفها بـ"تجربة السباحة الأكثر جنونًا في حياته".
وحصد مقطع الفيديو الذي شاركه كاندي عبر حسابه على "تيك توك" أكثر من 14 مليون مشاهدة، وانتشر على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ويشرح في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، أنّه أراد في البداية التعرّف على ما تقدّمه واحة سيوة وخاصة فيما يتعلق ببحيرات الملح هناك.
وقد سبق أن شاهد كاندي بعض المحتوى المتعلق بهذه البحيرات التي تتميز بلونها الأزرق فائق الوضوح، عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وصادف أن خاض كاندي رحلة إلى مصر بعد بضعة أشهر من مشاهدة هذه المنشورات عن بحيرات واحة سيوة على مواقع التواصل الاجتماعي، لذا كان حريصًا على إضافتها لجدول رحلته.
ويقول: "أردت أن أرى بنفسي ما إذا كانت هذه البحيرات حقيقية بالفعل، وتجربة السباحة فيها، لأشارك العالم روايتي عن هذا المكان من خلال المحتوى الخاص بي".
ويرى كاندي أنّ الأمر الأكثر تميزًا في بحيرات سيوة المالحة يتمثل بموقعها في قلب الصحراء الغربية، حيث من غير المتوقع العثور على مثل هذه البرك المائية ذات اللون الأزرق.
ويشير كاندي إلى أن تجربة السباحة في بحيرات الملح ستجعلك تشعر وكأنك على كوكب آخر، مضيفًا: "عندما تقترب وتختبر في الواقع السباحة في بحيرات الملح، فسوف تندهش من مدى ملوحة مياهها".
ويلفت كاندي إلى أنه يمكن لأي شخص لا يجيد السباحة الاستمتاع بالطفو بإحدى بحيرات الملح الموجودة بالموقع، نظرًا للمياه شديدة الملوحة والتي تدفعك إلى سطح البحيرة.
ويقول: "بمجرد نزولك إلى المياه، فإنك تطفو على سطحها، لست مضطرًا إلى تحريك عضلة واحدة في جسمك، وستبقى عائمًا على سطح البحيرة".
ورغم ذلك، يحذّر كاندي من دخول مياه البحيرة في العينين أثناء السباحة، إذ أنها تسبب شعورًا مؤلمًا بالحرقة.
لذلك، لم يحاول كاندي إدخال رأسه تحت المياه، على عكس بعض الأشخاص الذين وثّقوا مقاطع فيديو وهم يقفزون أو يحاولون الغوص داخل البحيرة.
ويؤكد كاندي أنّ تجربتة كانت ساحرة، حيث يمكن الاستلقاء على سطح المياه، تحت أشعة الشمس، والاستمتاع بهذه الحالة الرائعة من الاسترخاء، أو حتى قراءة كتاب بالوضعية ذاتها.
ومن المثير للاهتمام كذلك تجربة الخروج من البحيرة، إذ يشير كاندي لمدى سرعة جفاف الجسم، والذي يُغطّى بطبقة سميكة من الملح.
ويتابع: "هذا يجعلك ترغب في الوصول إلى مصدر للمياه العذبة والاستحمام بأسرع وقت ممكن".
ومع ذلك، هذا الملح المترسب يُعد مفيدًا للبشرة وللجلد.
وتحتوي مياه بحيرات الملح بسيوة على عناصر تساعد في عمليات الاستشفاء بتخليص الجسم من ثقل الطاقة السلبية، وإزالة التوتر، ومعالجة الكثير من الأمراض.
والجدير بالذكر أن اللون الأزرق الصافي ليس اللون الوحيد الذي ستراه خلال زيارة بحيرات سيوة، ويقول كاندي: "ستجد أيضًا بحيرات الملح الوردية، وبعض الألوان الداكنة نوعًا، مثل اللون الوردي البني، والبني الأزرق".
ويؤكد: "تجربة السباحة ببحيرات الملح كانت من أبرز التجارب التي خضتها في واحة سيوة".
Comments
Post a Comment