تعمل السعودية على تسريع توسعها في صناعة الأغذية العالمية من خلال اتفاقية لشراء أسهم في شركة "بي آر أف"، أكبر منتج للدواجن في البرازيل، بحسب وكالة "بلومبرغ".
وذكر تقرير للوكالة، الأربعاء، أن هذه الخطوة تعد الأحدث في سلسلة من التحركات الأخيرة التي اتخذتها السعودية للحد من الواردات الغذائية وتنويع اقتصادها وتقليل اعتمادها على النفط، وجميعها ركائز الخطة الاستراتيجية لرؤية 2030 لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ويرى خبراء أن هذه الصفقة تأتي ضمن مساعي السعودية لتعزيز الاكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الغذائي.
وقال الخبير الاقتصادي السعودي، عبدالكريم السويلم، لموقع "الحرة" إن الصفقة لشراء أسهم في شركة الدواجن البرازيلية يأتي ضمن جهود المملكة لتعزيز الأمن الغذائي، موضحا أن هذا الهدف ضمن أولويات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأضاف أن التقارير ترصد التقدم في نسب الاكتفاء الذاتي في العديد من السلع الغذائية الاستراتيجية، موضحا أنه قبل فترة أظهرت البيانات الرسمية بلوغ نسبة الاكتفاء من التمور والبيض والحليب الطازج ومشتقاته، بنسبة تجاوزت 100 في المئة، وفي الخضراوات والدواجن والأسماك بنسب تجاوزت 55 في المئة.
لكنه يرى أن الطريق لا يزال طويلا أمام السعودية، مشيرا إلى أن تقديرات وزارة الزراعة الأميركية للعام 2021 توضح أن السعودية تأتي في المركز الـ18 بين كبار مستوري القمح عالميا بنحو 3.5 ملايين طن سنويا.
وأكد الخبير الاقتصادي أن السعودية تسعى حاليا لتعزيز الأمن الغذائي والتوقف عن تأمين غذائها من الخارج، خاصة بعد أن اشترت شركة "سالك" السعودية، حصة الأغلبية في مجلس القمح الكندي السابق في عام 2015.
وأوضح أنه خطط السعودية لتحقيق الاكتفاء الذاتي تشمل استثمارها ما يزيد على مليوني هكتار في عدد من دول إفريقيا يعمل فيها كثير من سكان تلك الدول.
كما أشار السويلم إلى قيام شركة سالك، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، بشراء شركة تملك أرضا زراعية تتجاوز مساحتها 494 ألف فدان في منطقة زراعة القمح بولاية أستراليا الغربية، إلى جانب 40 ألف رأس من الأغنام.
وقال الخبير الاقتصادي السعودي، عبدالصمد الحميد، لموقع "الحرة" إن زيادة الاستثمارات في صناعة المنتجات الغذائية بالسعودية، لتتجاوز 88.191 مليار ريال عبر أكثر من 1183 مصنعا، وهو ما يشكل 6.12 في المئة من إجمالي حجم الاستثمارات في القطاع الصناعي، إضافة إلى تجاوز حجم الناتج الزراعي للمملكة 61.4 مليار ريال.
وأضاف أنه من خلال الاستثمارات الزراعية للسعودية في كثير من دول العالم، مثل السودان والمغرب وإثيوبيا ومصر والأرجنتين والبرازيل والهند وأستراليا وأوكرانيا وكندا، والتي تجاوز حجمها 10 مليارات دولار في غضون 10 أعوام، نجحت المملكة في تعزيز الأمن الغذائي لها في السلع الأساسية، مثل القمح والذرة والأرز والشعير وفول الصويا والثروة الحيوانية.
واتخذت السعودية في الفترة الأخيرة خطوات عدة لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي. وقال وزير المالية السعودي، محمد الجدعان في 15 مايو إن المملكة أطلقت حزمة دعم مالي تزيد عن 10 مليارات دولار لمؤسسات مجموعة التنسيق العربية لتعزيز الأمن الغذائي.
وأضاف، خلال اجتماع المجلس الاقتصادي التحضيري للقمة العربية في جدة، أن السعودية تحشد الجهود العربية لمواجهة التحديات المرتبطة بالديون المتعلقة بالأمن الغذائي.
Comments
Post a Comment