بعد أن عززت الصين موقفها الديبلوماسي في الشرق الأوسط، خاصة بعد الوساطة الأخيرة للمصالحة بين إيران والسعودية، يبدو أن بكين عازمة أيضا على زيادة وجودها التجاري في المنطقة، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنل.
هذا الأسبوع اجتمع عدة آلاف من رجال الأعمال الصينيين - بمن فيهم رئيس بورصة هونغ كونغ والرئيس التنفيذي لبنك الصين - في الرياض، وفقا للصحيفة، لاستكشاف فرص الاستثمار في قطاعات الطاقة والتعدين والبنية التحتية والتصنيع والتكنولوجيا مثل الألعاب والذكاء الاصطناعي.
وقال المنظمون إن المؤتمر اجتذب أكبر حشد في تاريخ الحدث الممتد منذ 10 سنوات، وفقا للصحيفة
وقال هنري تشانغ، الرئيس والشريك الإداري في شركة هيرميتاج كابيتال للاستثمار في الأسهم الخاصة التي تركز على التكنولوجيا، لوول ستريت جورنل إنه "أصبح من الضروري داخل مجتمع الأعمال الصيني زيارة المملكة".
ووفقا لتشانغ، فقد أصبح التوافد على السعودية "موضة" إلى درجة أنه "قابل رجال أعمال صينيين في المؤتمر لم يلتق بهم منذ سنوات" في بلاده".
وتقول الصحيفة إن دول الخليج من جانبها تحاول الترابط مع الصين بشكل أوثق.
وحذر مسؤولون أميركيون السعوديين والإماراتيين من أن العلاقات الأمنية الوثيقة مع الصين ستضر بالعلاقات مع واشنطن، لكنهم لم يعترضوا إلى حد كبير على التعاملات التجارية، كما تقول وول ستريت جورنل.
وبينما كانت الشركات الصينية تعتبر الشرق الأوسط في الغالب سوقا للسلع الصينية الرخيصة ومصدرا رئيسيا للطاقة، نقلت الصحيفة عن مسؤولين تنفيذيين قولهم إن ذلك قد يتغير إذا تحولت محادثات الأعمال التي تمضي قدما الآن إلى صفقات استثمارية طويلة الأجل.
وأعلنت الشركات السعودية والصينية عن صفقات تزيد قيمتها على 50 مليار دولار في مجموعة من القطاعات خلال زيارة شي في ديسمبر.
والشهر الماضي، قالت شركة باوشان للحديد والصلب الصينية إنها ستخصص 4 مليارات دولار لبناء مصنع مع شركة النفط الوطنية أرامكو السعودية وصندوق الثروة السيادية السعودي لتصنيع ألواح الصلب في منطقة اقتصادية جديدة على الساحل الشرقي للمملكة.
وقالت شركات الحوسبة السحابية الصينية إنها ستستثمر مئات ملايين الدولارات في المملكة العربية السعودية في السنوات المقبلة.
وأسفر مؤتمر هذا الأسبوع عن 10 مليارات دولار أخرى من الاتفاقيات غير الملزمة. كما أعلنت شركة الطيران السعودية عن رحلة مباشرة بين الرياض وبكين خلال الحدث.
وفي الوقت الذي تحاول فيه المملكة جذب الاستثمارات الأجنبية لإنشاء قطاعات جديدة مثل تصنيع السيارات والخدمات اللوجستية والسياحة، فإنها "تبحث" عن أي دولة ترغب في توفير رأس المال، وربما نقل التكنولوجيا وتوظيف وتدريب الشباب السعودي، وفقا للصحيفة.
ولا يزال الاستثمار الأجنبي في المملكة منخفضا حيث تحجم الشركات عن بيئة الأعمال التي اتسمت منذ فترة طويلة بالروتين وعدم اليقين، كما تقول الصحيفة، كما تأخرت العديد من الشركات الغربية بسبب سجل المملكة في مجال حقوق الإنسان.
لكن الصينيين لا يبدون قلقين كثيرا بشأن هذه الأمور، وفقا للصحيفة.
ونمت التجارة بين الصين والعالم العربي بأكثر من 30٪ سنويا العام الماضي، لتصل إلى 432 مليار دولار، وفقا لمسؤولين صينيين وسعوديين.
Comments
Post a Comment