Skip to main content

مَن "رجل الظل" الذي استشهد رفقة العاروري؟


نابلس- للوهلة الأولى وما إن أُعلن اغتيال "شخصيات قيادية كبيرة" من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العاصمة اللبنانية بيروت، وبالتحديد في الضاحية الجنوبية منها، حتى بدأ التسارع في نقل الأخبار وتحليلها لمعرفة القيادات المستهدفة.

وبعد بعض التنبؤات والتوقعات جاء الخبر اليقين حول استهداف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري واثنين من قيادات كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة، و4 آخرين من كوادر الحركة وأبنائها.

كان أحد الاثنين القساميين هو الشهيد عزام الأقرع، والذي لا يقل خطورة بالنسبة لإسرائيل عن الشيخ العاروري، حيث تطارده منذ سنوات طويلة وتضع اسمه على قائمة المطلوبين لها.


وشكّل اغتيال الأقرع بالطبع خسارة كبيرة للقيادة العسكرية بشكل خاص وعموم الحركة، التي لم تكتف بنعيه في بيانها لجانب رفاقه، بل نعاه إسماعيل هنيةرئيس مكتبها السياسي في كلمة له، إضافة للشهيد القسامي سمير فندي.

مربي الأجيال

ولد الشهيد عزام حسني صلاح الأقرع (أبو عبد الله) في 31 ديسمبر/كانون الأول 1969، في بلدة قبلان جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، لأسرة مناضلة ومضحية، ونشأ في مساجدها وترعرع، وعُرف بـ"مربي الأجيال" في تلك المساجد، فحفظ أجزاء من القرآن وحفّظه أيضا.

كما تلقى تعليمه الابتدائي والأساسي في مدارس القرية وصولاً إلى الثانوية العامة، لكنه غادر مقاعد الدراسة باكرا رغم تفوقه العلمي، لمساعدة والده في العمل والإنفاق على أسرته، المكونة من 9 أشخاص (5 ذكور و4 إناث) إضافة لوالديه.

تربى عزام على الأخلاق الحميدة، وعرف عنه في سن صغيرة شجاعته وبسالته وصبره وتضحيته، وكان محبوبا ومؤثرا بين أهالي قريته والقرى المجاورة والمنطقة الشرقية والجنوبية لنابلس، وهو ما حفزه على خوض العمل النضالي باكرا ضد الاحتلال الإسرائيلي، فاشتبك كباقي شباب القرية مع الاحتلال، وانخرط بالعمل المقاوم ضده، لا سيما مع دخول الانتفاضة الأولى عام 1987، وبرز كواحد من أوائل المنتمين لحركة حماس التي أعلنت انطلاقتها آنذاك.


تجارب الاعتقال والإبعاد

الاعتقال الأول للشهيد القسامي عزام الأقرع كان في عام 1989، وقضى 9 أشهر في المعتقل بتهمة مقاومة الاحتلال ومواجهته، كما اعتقل مطلع عام 1992 وحكم بالسجن الإداري لـ6 أشهر، لعدم تمكن الاحتلال من إثبات أي تهمة بحقه، لكنه بقي مُطاردا إلى أن اعتقل في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، وأُبعد مع أكثر من 400 معتقل من قيادة وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور جنوب لبنان.

تشرَّب الأقرع بشكل أكثر فكر حركة حماس، ونهل من مَعينها معاني التضحية والجهاد، لكنه اختار هو وابن قريته المبعد صلاح أبو صلاح، الذي يمثّل حاليا عضو المكتب السياسي للحركة، أن يكونا ضمن 17 ممن آثروا البقاء ليواصلوا عملهم النضالي في الخارج، بعد سماح الاحتلال لمبعدي مرج الزهور بالعودة إلى مناطقهم في فلسطين.

فاستقر المقام بالشهيد الأقرع في لبنان وواصل نضاله فيها، والتحق بالعمل العسكري وكان من المؤسسين لكتائب القسام، ومن ثم انتقل إلى سوريا، لكنه غادرها عقب أحداث الثورة عام 2011 إلى مصر ومن ثم تركيا.

أخباره منقطعة

تزوج عزام زوجة شقيقه عزمي، الذي استشهد عام 1997 خلال مهمة وطنية في مدينة صيدا في لبنان، إذ التحق عزمي بصفوف الثورة الفلسطينية وحركة التحرير الوطني (فتح) عام 1978 في لبنان، وشارك في التصدي لاجتياح بيروت عام 1982، وأصيب بـ8 رصاصات.

وأنجب الشهيد عزام اثنين من الأبناء (عبد الله وعبد الرحمن) وهو في العشرينيات من العمر، وتكفل برعايتهما رفقة أبناء شقيقه الشهيد عزمي (حسني ودعاء).

وعن مرحلة ما بعد إبعاد عزام وزواجه وحياته وعمله المقاوم، يقول شقيقه الأصغر حسام الأقرع (50 عاما) إن المعلومات شحت كثيرا عنه، وأن اتصالهم به كان منقطعا، حرصا منه على سلامة عائلته، وخشية ملاحقة الاحتلال لها، ويضيف أن "آخر اتصال لي به كان عام 2006، ولم أره منذ 30 عاما، ولم نجتمع كإخوة وأشقاء منذ الانتفاضة الأولى سوى بلقاء واحد، كما توفي والداي ولم يودعهما".

يقول حسام إن والدته التي توفيت عام 2004 كانت حلقة الوصل مع عزام، فقد زارته لآخر مرة في سوريا في عام وفاتها، وقد كانوا يعرفون من خلالها آخر أخباره، خاصة وأنه وبحكم موقعه كقيادي عسكري لا يظهر عبر الإعلام نهائيا.

العائلة مستهدفة

ظلت العائلة هدفا للاحتلال واقتحاماته ومضايقاته، فاعتقل حسام لـ3 سنوات، ومنع وجميع أشقائه وشقيقاته من السفر، ومنعوا وأبناؤهم من الحصول على تصاريح للدخول إلى إسرائيل للعمل أو التنقل بها.

ووفق شقيقه، تتّهم إسرائيل الأقرع بالمسؤولية عن اختراق شبكة الاتصالات الخلوية الإسرائيلية (سلكوم) عبر "خلية سايبر" جنَّدها وترأسها مهندس من فلسطينيي 48 وعملت على الوصول إلى "معلومات أمنية خطيرة" لصالح حركة حماس.

ونقل عما أوردته الصحافة الإسرائيلية سابقا أن هذه الخلية عملت في تركيا بإشراف مباشر من صالح العاروري وعزام الأقرع.

ولم يُسقط الاحتلال عزام من أجندته يوما، أو أيا من أفراد عائلته، فاستدعت مخابراته شقيقه حسام قبل 6 أشهر، وسألته عنه محذرة، وحاولت ابتزازه بالمعلومات عن شقيقه الشهيد، ويقول حسام "عندما أخبرتهم أني لا أعرف عنه شيئا، وسألت المحقق ماذا فعل لكم؟، فرد علي؛ أفضل ألا تعرف".

ومع بدء العدوان على غزة، اعتقل الاحتلال حسام وشقيقه وزوج شقيقته المريض، واحتجزهم لعدة ساعات في معسكر حوارة، وسط تحقيق ميداني، وتهديد من التواصل مع الشهيد عزام.

ولَّد كل ذلك لدى حسام وعائلته استنتاجا مفاده أن الاحتلال الإسرائيلي وأجهزته الأمنية وضعت عزام على قائمة الاغتيال الفعلي، فهم "يلاحقون كل حر وشريف" حسب وصفه، ويضيف حسام "لهذا لم نتفاجأ بخبر استشهاده، وهذا ما تمناه وناله".


إضراب وحداد

وما إن تناهى إلى مسامع أهالي بلدة قبلان خبر استشهاد ابنها عزام الأقرع، حتى عمت المسيرات الغاضبة، وأُعلن الإضراب الشامل والحداد في البلدة، ونعته فصائل العمل والوطني لا سيما حركتا فتح وحماس عبر مكبرات الصوت في المساجد، ودعوا للمشاركة في "بيت التهنئة" لاستقبال المعزين باستشهاده.

يختم حسام الأقرع بأن شقيقه الشهيد عزام استطاع بمقاومته أن يؤثر بين أبناء جيله، وأن هذا ما توارثته الأجيال اللاحقة، وأنهم باستشهاده يؤكدون أن "عزام كباقي كل الفلسطينيين، الذين فيهم الشهيد والأسير والجريح، وأن الاحتلال لن يكسر معنويات هذا الشعب وصموده".

المصدر : الجزيرة

Comments

Popular Posts

أغرب 7 أسماء ضيع بلبنان.. وكيف وصلنا على ال لالا لاند!

​ اليوم لح نحكي عن أسامي غريبة لضيع موجودة بلبنان ما بتتخايلوا إنها موجودة!   ١.  باريش ضيعة بقضاء صور بالجنوب، إسمها باريش، وبعود أصل إسم باريش للغة السريانية وهي بتعني بيت الرئيس. وفي روايات بتقول انه إسمها بيعود للغة الفينيقية وبتعني شجر السرو. ٢. لالا هي ضيعة لبنانية موجودة بالبقاع الغربي، أما أصل اسمها فبيعود لروايتان: الأولى انه هي كلمة مكونة من جزأين: حرف الجر ل وكلمة اله وبيعني الإسم حرم مقدس لله. أما الرواية التانية فهي رواية الأهالي بتقول انه كان بالبلدة في دير قديم على تلة عالية وكانوا شبابيكه باتجاه الشرق وكل ما تشرق الشمس كانوا يلمعوا الشبابيك ويلالوا فكانوا يقولوا: لالا الدير ومن هون إجت التسمية. ٣. بزيزا ضيعة لبنانية بقضاء الكورة وإسمها كتير غريب، تعوا نشوف شو أصل التسمية. تسمية بزيزا بتعود للغة السريانية وهي إسم مشتق من كلمة "بز" ومعناها نهب وسلب وخرّب، وهيك بيكون معنى الاسم "القرية المسلوبة والمنهوبة". أما الرواية التانية فبتقول انه أصل التسمية جاية من الكلمة السريانية المركبة "bet azziza"، azziza أو عزيز يلي هو إسم إله من الساميين، أما كل

مريم نور على فراش المرض في أحدث ظهور

​ فاجأت مريم نور الجمهور والمتابعين في احدث ظهور لها، حيث اقلقت الجميع على صحتها بعد ان ظهرت على فراش المرض وتحدثت عن معاناتها، متمنية ان تتحسن حالتها الصحية وتعود الى جمهورها قوية كما اعتاد عليها. وفي التفاصيل، نشرت صفحة مجلة لجرس على حسابها عبر انستغرام، مقطع فييو ظهرت فيه مريم نور من منزلها وهي على فراش المرض، حيث قالت في الفيديو: "الحمدلله اني بشمع صوتكن.. انا اليوم بالفرشة.. بس طلوع ونزول وهيدي بتريجنا". وتابعت مريم نور كلامها قائلة: "قوليلي شو فيني اعمل .. هلق انا بعدني بدي اكتب وبدي روح و اجي .. ما رح طول رح كون منيحة.. عم اقدر امشي وعم اقدر احكي"، مضيفة: "وانا بعدني بالفرشة بس بقدر اقرا وبقدر اكتب واحكي معكن وبيجي خيي لعندي وهيك مرتاحين.. ما بدنا شي ابدا". الفيديو لاقى تفاعلا كبيرا بين المتابعين، الذين تعاطفوا بشكل واسع مع مريم نور، متمنين لها الصحة والسلامة الدائمة، وان تتحسن حالتها وتعود الى جمهورها، اذ كتب المتابعون: "الله يشفيها ويعافيها.. سلامة قلبها".

سرق طائرة وحلّق بها 73 دقيقة... نهاية مأساوية لموظّف في مطار واشنطن

​ كشفت كاميرا مراقبة لقطات، نُشرت للمرة الأولى، لعملية سرقة طائرة تابعة لشركة "ألاسكا إيرلاينز" الأميركية بمطار واشنطن، حصلت عام 2018.    في التفاصيل، توفي عامل "تحكم ومراقبة" بمطار واشنطن يُدعى ريتشارد راسل ( 29 عاماً) بعد أن سرق الطائرة في مطار سياتل تاكوما الدولي، في آب (أغسطس) 2018، وقادها إلى أرض جزيرة نائية في بوجيه ساوند، وفق ما نقلت صحيفة "النيويورك بوست" عن السلطات الأميركية.   وانطلق راسل بالطائرة المسروقة من مطار "سياتل تاكوما"، وهي من نوع "بومباردير كيو 400" ذات المحركين، وتضم حوالي 70 مقعداً، في الساعة الثامنة مساءً تقريباً من مساء الجمعة، بينما كانت تقف في مكان للصيانة بالمطار، بحسب بيان شركة الطيران.   وأظهر مقطع الفيديو الجديد الموظّف، وهو يسير بقميص كُتب عليه "السماء بلا حدود" في منطقة محظورة مخصصة لعاملي الحقائب، ثم ركب في عربة في اتجاه  الطائرة التي كان يخطط لسرقتها، وركض نحو الطائرة وفتح بابها ثم يدخل قمرة القيادة.   وسُمع صوت العاملين في برج المراقبة يتساءلون: "أي طائرة في مدرج المطار 1-6؟". بالم