هوت أسهم شركة صناعة السيارات الكهربائيةالعملاقة "تيسلا" بنسبة 18 في المئة هذا الأسبوع، قبل الأخير من العام الحالي، لتشهد أكبر انخفاض في قيمتها السوقية في أسبوع منذ بداية وباء كورونا عام 2020.
وفقدت الشركة التي أسسها ويديرها الملياردير الأميركي إيلون ماسك 85 مليار دولار أميركي في الأيام الخمسة الماضية فقط.
وحسب أرقام "غلوبال ماركت إنتلجنس" التابعة لمؤسسة "ستاندرد أند بورز"، وصلت القيمة السوقية لشركة "تيسلا" بنهاية تعاملات الأسبوع الجمعة إلى أقل من 400 مليار دولار، بينما كانت القيمة السوقية للشركة مطلع هذا العام عند 1.2 تريليون دولار، أي إنها فقدت 800 مليار دولار من قيمتها السوقية هذا العام بما يقارب نسبة 70 في المئة من قيمتها.
كانت شركة "تيسلا" وصلت إلى أعلى قيمة سوقية لها في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، قبل أن تبدأ في التراجع. ومما أسهم بشكل كبير في هذا الهبوط الهائل في سعر أسهمها تكرار بيع رئيسها إيلون ماسك أسهمه في الشركة بعشرات المليارات، بخاصة منذ صفقة شرائه موقع التواصل "تويتر" في صفقة بقيمة 44 مليار دولار.
وتوقعت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الأحد 25 ديسمبر (كانون الأول)، أن تنهي شركة "تيسلا" هذا العام على خسائر هي الأسوأ في تاريخها، مع احتمال استمرار مشكلات الشركة في العام المقبل 2023.
إهمال ومنافسة
أصبحت أسهم شركة "تيسلا" عرضة للمضاربة المكثفة من قبل المتعاملين الذين يضاربون على انخفاض الأسهم (Short sellers)، إذ ذكرت صحيفة "الفايننشيال تايمز "أن هؤلاء المضاربين حققوا مكاسب من هبوط أسهم الشركة بنحو 15 مليار دولار هذا العام".
وزاد المضاربون ما يراهنون عليه من أسهم الشركة منذ شهر أغسطس (آب) إلى أكثر من 81 مليون سهم تمثل نسبة ثلاثة في المئة من الشركة وبقيمة تزيد على 11 مليار دولار.
ويلقي كبار المساهمين في الشركة باللوم على إيلون ماسك في انهيار القيمة السوقية للشركة.
وبدأت الصناديق المستثمرة في "تيسلا" تنتقد علناً تورط ماسك في مشكلات "تويتر" منذ اشتراه وإهماله الشركة الرئيسة التي كانت "تبيض له ذهباً".
ومنذ شرائه موقع التواصل هذا العام باع إيلون ماسك أسهماً في الشركة بأكثر من 23 مليار دولار. وسبق أن باع أسهماً بقدر أقل من ذلك نهاية العام الماضي وفي ربيع هذا العام.
ونتيجة بيع ماسك أسهمه وتوقعات السوق بعدم تحقيق الشركة مستهدف مبيعاتها هذا العام، بدأ المحللون في بورصة "وول ستريت" بنيويورك يخفضون تقديراتهم لأداء أسهمها مما زاد من موجات البيع وانهيار سعر السهم باطراد.
وهذا ما جعل أداء سهم "تيسلا" هذا العام في المرتبة 11 بين اسوأ الأسهم أداءً.
محاولة طمأنة
وحاول إيلون ماسك الأسبوع الماضي الدفاع عن وضع سهم الشركة وتبرير الهبوط بعيداً من الانتقادات الموجهة إليه، وكتب ماسك على حسابه في "تويتر" في محاولة طمأنة للمستثمرين "مع اقتراب موعد صرف عائدات الفائدة على حسابات الادخار في البنوك، وهو عائد مضمون أكثر، من معدلات العائد على الاستثمار في سوق الأسهم، سيبدأ الناس في تحويل أموالهم من الأسهم إلى نقد سائل وهذا ما يجعل أسعار الأسهم تهبط".
وعلى رغم أن ارتفاع نسبة الفائدة أضر فعلاً بأسهم غالب شركات التكنولوجيا وجعل أسهم شركات كبرى مثل "أمازون" و"آبل" تفقد قدراً كبيراً من قيمتها السوقية، فإن خسائر شركة "تيسلا" تظل كبيرة جداً.
ومما عزز منحى الهبوط في الأسبوع الماضي هو ما أعلنته الشركة عن خصومات هائلة في أسعار بعض أنواع سياراتها بهدف زيادة المبيعات، ووصل الخصم على بعض الأنواع إلى سبعة آلاف و500 دولار من السعر المعلن بشرط الشراء قبل نهاية العام.
وأثار ذلك قلق الأسواق في شأن الطلب على السيارات الكهربائية واحتمال أنه وصل إلى ذروته بالفعل وسيأخذ في التراجع.
وكانت الأسواق بالفعل بدأت تعيد النظر في توقعاتها لنمو شركة "تيسلا" هذا العام، مع استمرار إغلاق أكبر مصانعها في شنغهاي بالصين نتيجة موجات وباء كورونا.
كانت الشركة بالفعل قد خفضت توقعاتها لنمو مبيعاتها هذا العام في بيان لها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال المدير المالي للشركة، زاك كيركهورن، إن الشركة قد لا تحقق مستهدف النمو في المبيعات لعام 2022، والمقدر سابقاً بزيادة بنسبة 50 في المئة على مبيعات العام الماضي 2021.
مستهدف النمو
وباعت الشركة نحو 936 ألف سيارة العام الماضي، وكي تحقق مستهدف النمو لهذا العام فهي تحتاج إلى بيع 1.4 مليون سيارة، وهذا ما جعل الشركة تقدم إغراءات خصم للمشترين بهذا القدر الآن.
وسبق أن خفضت شركة "تيسلا" أسعار سياراتها في الصين أيضاً لزيادة المبيعات.
لكن أسعار السيارات ليست هي العامل الوحيد، إذ يرى المحللون في السوق أن الشركة بدأت تواجه منافسة قوية من منتجين آخرين للسيارات الكهربائية بحسب ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال". وعلى رغم أن شركة "تيسلا" تظل صاحبة النصيب الأكبر من سوق السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، فإن شركات منافسة مثل "فورد موتور" وشركة "ريفيان أوتوموتيف" بدأت تزيد نصيبها من السوق.
وفي الصين، بدأت منافسة الشركات الصينية المنتجة للسيارات الكهربائية تقلص من هيمنة شركة "تيسلا" على السوق، وأصبحت السيارات الكهربائية من إنتاج شركة "بي واي دي" التي يستثمر فيها ويدعمها الملياردير الأميركي وارن بافت منافساً قوياً لسيارات "تيسلا" في السوق الصينية.
Comments
Post a Comment