فيما تترقّب الجماهير العربية عمومًا والمغربية بخاصة، مساء غد الأربعاء، لمتابعة مباراة نصف النهائي التي سيخوضها أسود الأطلس في مواجهة فرنسا، أكّد مدرب منتخب المغرب وليد الركراكي أنّه يطمح ولاعبوه إلى بلوغ المباراة النهائية لكأس العالم 2022 في قطر، مؤكدًا أنهم “سيقاتلون من أجل ذلك”، على ملعب البيت في الخور.
الركراكي أوضح في مؤتمر صحافي قبيل مواجهة فرنسا، أن هدفه الأساسي في هذه البطولة هو “تغيير عقلية اللاعبين -لا سيما في القارة السمراء- ونظرتهم إلى مشاركتهم في العرس العالمي، وهذا ما أخبرت به اللاعبين. إذا وضعنا في ذهننا أن مشاركتنا ناجحة ببلوغ نصف النهائي ونفرح، فلن نواصل مشوارنا وسنخسر غدًا. فهذا ليس رأيي، نحن بين أفضل 4 منتخبات في العالم، وهذا ليس من قبيل الصدفة، وستكون لدينا الكلمة غدًا من أجل بلوغ المباراة النهائية”.
تابع: “نتمنى ألا يحترمنا خصمنا غدًا، لأنهم إذا احترمونا مثلما فعلت المنتخبات التي واجهناها حتى الآن في هذه البطولة، وكانوا في قمة مستواهم؛ فستكون مهمتنا صعبة. نحن واثقون في أنفسنا ومتحمسون بفضل مشوارنا الصعب في هذه البطولة، فقبل كل مباراة ترون أننا سنودع المسابقة، ولكننا لا زلنا هنا وبقيمنا وسنخوض نصف النهائي”.
أردف الركراكي “كلما نتقدم في المسابقة سنخوض مباريات أصعب وسنواجه فرنسا بطلة العالم وبلاعبين بكفاءة عالمية ومدرب بجودة عالية، ونحن سنواصل القيام بما نحسن فعله بطموح في محاولة منا لخلق المفاجأة، ولماذا لا نبلغ المباراة النهائية لكأس العالم”؟
فيما شدد على أن مفتاح الفوز بالمباراة هو “الروح؛ روح الفريق، نحن نلعب من أجل المنتخب الوطني وليس النادي، الكل يعمل ويقاتل ويقدم أفضل ما لديه في كل مباراة يلعبها، لعبنا بروح عالية في المباريات السابقة، وهذا أهم شيء في كرة القدم”.
وفي حين يأمل الركراكي أن يكون الطموح والتعطش كافيين للفوز، عبّر عن ثقته في مؤهلات المغرب الراغب في “إعادة كتابة التاريخ، وأن نضع أفريقيا على قمة العالم. لكنني لست مجنونًا، فأنا أعرف أن ذلك سيكون صعبًا، كما أعرف أنّ كل هذه الروح والمعنويات والمحفزات ستكون مهمة غدًا وستجعل مهمة فرنسا أيضًا صعبة في الفوز علينا”.
أضاف “أعرف أن كل التوقعات ضدنا، ولكن نحن على ثقة. ربما نحن مجنونون ولكن من الجيد أن تكون مجنونًا، إذا كانوا سيفكرون أننا متعبون -وهذا ما قالته منتخبات أخرى سابقًا- فسيكونون مخطئين، أريد أن أقول إننا لسنا متعبين ونحن جاهزون لمباراة الغد”.
الركراكي قال “سنقاتل من أجل تحقيق هذا الحلم، هذا ليس بالهزل، بل أنا جدي في ما أقوله، أنا طموح، نحن جاهزون للفوز باللقب ودخول التاريخ من أجل المغرب وأفريقيا والدول في طريق النمو، من أجل إخوتنا الجزائريين والتونسيين والمصريين والليبيين، كل أولئك الذين حلموا برؤية منتخب أفريقي في نصف النهائي والنهائي، هذه فرصتنا ولا يجب أن نضيعها، لا يجب أن ننتظر 40 عامًا لتحقيق ذلك، غدًا سنقوم بذلك، ربما أنا مجنون، نحن هنا ولدينا فرصتنا ونواجه فرنسا أفضل منتخب في العالم”.
وعن المواجهة بين الصديقين أشرف حكيمي وكيليان مبابي قال “إذا كان هناك لاعب يعرف كيليان أفضل مني فهو حكيمي، لأنه يتدرّب معه يوميًا ولديه فكرة دقيقة عن هذا اللاعب، لكن ذلك لن يغيّر الكثير بالنسبة لنا، ولن نلجأ إلى خطة تكتيكية خاصة بكيليان”.
تابع “لا يجب أن نركز على كيليان، بل على المنتخب الفرنسي الذي يضم العديد من اللاعبين الجيدين مثل أنطوان غريزمان وأوليفييه جيرو وعثمان ديمبلي. سنلعب بطريقة جماعية، وأشرف هو أفضل لاعب في العالم في مركزه، وسيقدم أفضل ما لديه، إنهما بطلان ولن يقدم أحدهما هدية للآخر”.
الركراكي تحدّث عن المشجعين القادمين بكثرة من بلاده لحضور مباراة نصف نهائي “لدينا أفضل المشجعين في العالم، مع الأرجنتين والبرازيل، أنا سعيد جدًا لأن العالم تعرّف على من هو الجمهور المغربي، هم مجانين ويتبعون منتخب بلادهم أينما حل وارتحل، سيأتي 20 ألف متفرج على الأقل لتشجيعنا، وأنا سعيد لأن كأس العالم تقدّم هذه الصورة للجمهور المغربي”.
وعن إرثه المزدوج وهو المولود في فرنسا، قال “نعم، لقد وُلدت في فرنسا، وأحمل الجنسية الفرنسية، شرف وفخر بالنسبة لي أن أواجه فرنسا. لا يهم من نواجه، نريد أن نبلغ النهائي. إنه تحد أن تلعب ضد أفضل منتخب في العالم. لا يهم من نواجه عندما ندافع عن ألوان المغرب، فنحن المغرب. إنها مباراة كرة قدم، حفل في كرة القدم. إذا فازت فرنسا سنقدّم لها التهنئة ونساندها والعكس صحيح”.
كذلك أعرب الركراكي عن أسفه لكثرة الإصابات في صفوف فريقه، وقال “كما يعرف الجميع لدينا مصابون ولكننا نتعافى جيدًا بسرعة ولدينا جهاز طبي رفيع المستوى، كل يوم يحمل لنا أخبارا سارة”.
أضاف “على غرار مبارياتنا السابقة فنحن ننتظر دائما اللحظة الأخيرة لاتخاذ قرار، لا أحد خارج التشكيلة، لا أحد يضمن تواجده في مباراة الغد. سننتظر حتى الغد لاتخاذ القرار النهائي، وعموما لن يدخل إلا من هو في قمة مستواه، وسأدفع بأفضل تشكيلة ممكنة وجاهزة بنسبة 100%”.
إذ يعاني المغرب من إصابات كثيرة، بخاصة في خط الدفاع بغياب نايف أكرد ونصير مزراوي عن المباراة الأخيرة، الأول بسبب المرض والثاني بسبب إصابة تعرّض لها ضد إسبانيا، في حين اضطر القائد رومان سايس إلى ترك مكانه لأشرف داري في المباراة الأخيرة ضد البرتغال.
Comments
Post a Comment