تعتبر التجارة بشكل عام إحدى أكثر المهن التي يمكن أن تحقق ثروة وارباحا لمزاوليها نظرا لوجود هامش ربح كبير في عمليات البيع والشراء ولاسيما في مجالات تجارة العقارات والأراضي, أو أن تحتكر إحدى المواد لديك عندها ستكون أرباحك مضاعفة بكل تأكيد.
وقد يحتكر التجار مواد غذائية أو أدوية أو أي منتجات يحذر من انقطاعها من الأسواق او ازدياد الطلب عليها لسبب من الأسباب ولكن أن يصل الاحتكار بأن تكون البائع الوحيد لأراض على كواكب أخرى كالقمر أو الزهرة أو عطارد فبكل تأكيد هو شيء يدعو للدهشة والاستغراب والاستنكار..
ولكن ذلك ما قام به حقا الأمريكي دينيس هوب الذي كان يطمح أيضا لبناء مدينة على القمر وفق تصريحات له، بالإضافة الى قيامه بحماية ممتلكات عملائه من خلال تأسيسه لجمهوريته الخاصة.
ففي سنة 1980، وفي الوقت الذي لم يكن لديه أية أملاك خاصة، قرر الأمريكي دينيس هوب تعيين نفسه سفيراً للقمر، والحصول على ملكيته بشكل كامل، مستغلاً عدم وجود أي قانون يمنع الحصول على ملكية أي شيء خارج كوكب الأرض.
كان دينيس قد انفصل عن زوجته حديثاً، وكان شعور الحزن قد تسلسل إليه، فجلس بالقرب من النافذة، ورفع رأسه إلى السماء، وبدأ بمراقبة القمر، وفي تلك اللحظة جاءته فكرة الاستيلاء على القمر، وجعله ملكاً له.
تقدم هوب بطلب للأمم المتحدة من أجل الحصول على ملكية القمر بشكل رسمي، لكنه لم يتوصل لأي رد، فقرر إنشاء شركته الخاصة، لبيع قطع أرضية على سطح القمر، ومجموعة كواكب أخرى، من بينها المريخ، والزهرة، وعطارد.
أسس هوب موقع سفارته على الإنترنت، والتي اختار لها اسم “Lunar Embassy”، مشيراً إلى أنه الموقع الرسمي والوحيد لبيع بقع أرضية على القمر، وأنه سيقدم للزبائن وثيقة رسمية تثبت ملكيتهم للأرض.
اختار دينيس هوب الترويج لمشروعه هذا بمنشور على موقعه الرسمي كتب فيه: “شراء أراض على سطح القمر! يا لها من هدية فريدة ورائعة، هدية سيتحدثون عنها لسنوات قادمة، هل هديتك لمناسبة خاصة؟ أخبرنا في ملاحظات طلبك عند الدفع وسنقوم بتضمين رسالة لطيفة مع المستندات الخاصة بعملية البيع”.
وأشار إلى أن كل من يريد إمتلاك جزء من القمر، أو أحد الكواكب الأخرى، عليه فقط إتمام عملية الشراء من الموقع، وتحديد المساحة التي يريدها، والتي حدد لها مبلغ 20 دولاراً للفدان ـ 4200 متر مربع ـ بدون ضرائب، و24 دولاراً مع احتساب الضرائب القمرية والفضائية، حيث يتم تخزين إحداثيات الأرض في سجل السفارة القمرية، للتأكيد على أحقية الملكية.
دينيس هوب الذي قدم لزبائنه فكرة غريبة، لم يسبق لها أحد قبله، لقي إقبالاً من طرف عدد كبير من الأمريكيين وأشخاص آخرين حول العالم، الذين قرروا شراء قطعة من القمر، بالرغم استحالة الوصول إليه.
أصبح عدد الأشخاص الحاصلين على ملك خاص في هذه الكواكب المختلفة أزيد من 5 ملايين شخص، من بينهم رجال أعمال معروفون، وثلاثة رؤساء سابقين للولايات المتحدة الأمريكية، وهم جيمي كارتر، ورونالد ريغان، وجورج بوش.
إذ قام ببيع 611 مليون فدان من الأراضي على سطح القمر، و325 مليون فدان على المريخ، و125 مليون فدان مجتمعة على الزهرة وآيو وعطارد. يشار إلى هذه الأراضي عن طريق علامات حمراء موضوعة على صور القمر وبقية الكواكب في السفارة.
وفي حوار له مع مجلة “vice” سنة 2013، قال هوب إن أصغر بقعة أرضية يمكن شراؤها من شركته هي فدان واحد ـ 4200 متر مربع ـ وأكبر بقعة أرضية بحجم القارة، تبلغ مساحتها 5.332.740 فدانا، وتكلف أكثر من 13 مليون دولار، لكن لم يتم بيعها لحد الآن.
لكن في المقابل تم بيع الكثير من الأراضي التي تبلغ مساحتها ما بين 1800 و2000 فدان، والتي تم شراؤها من طرف شركات كبرى، وصل عددها إلى 1800 شركة، من بينها سلسلة فنادق هيلتون وماريوت.
بعد توصله بالعديد من الرسائل عبر البريد الإلكتروني من زبائنه سنة 2001، حول كيفية حماية ممتلكاتهم على سطح القمر، قرر هوب إنشاء جمهورية خاصة بالقمر، تحمل اسم “جمهورية القمر”، وكتب الدستور الخاص بها رفقة فريق عمله، ثم أصدره بشكل رسمي سنة 2004، لزبائنه الذين كان عددهم في ذلك الوقت 3.7 مليون شخص.
وقال دينيس هوب في نفس الحوار: “نحن الآن دولة ذات سيادة مصادق عليها دستورياً بالكامل، ولدينا حالياً علاقات دبلوماسية مع 30 دولة على كوكب الأرض، ونحاول أن نجعل أكبر عدد ممكن من الحكومات تعترف بنا، لأن نيتنا هي الانضمام إلى صندوق النقد الدولي”.
وأضاف:”على الرغم من أننا لسنا موجودين على كوكب الأرض، إلا أن لدينا عملة خاصة بنا، وهي احتياطيات “الهيليوم-3″ على سطح القمر، ولدينا احتياطيات من الهيليوم بقيمة 6 كوادريليون دولار في خزينتنا في الوقت الحالي”.
مشيراً إلى أنه كان يأمل في إنشاء أول مدينة على سطح القمر ابتداء من سنة 2020، لكن الأمر لم يتحقق إلى غاية الآن.
وقد أشارت بعض التقارير إلى أن ثروة هوب قد تجاوزت 11 مليون دولار، وهي الثروة التي حصل عليها من بيع قطع أرض من الصعب الوصول إليها.
بعد أن عرفنا قصة هذا السفير يتبادر لأذهاننا سؤال رئيسي هو أن الوصول الى قطع الأرض المباعة هو عاتق البائع أم الشاري؟؟!!
المصدر: محطة تركيا الأخبارية
Comments
Post a Comment