(في المسؤولية الناجمة عن فعل الحيوانففف)
كان (عامر) يتنزه مع صديقه (لؤي) مصطحبا معه كلبه الاليف في شارع فرعي في وسط المدينة، توقف (عامر) عند احد المحلات التجارية لشراء الماء، وطلب من (لؤي) استلام الكلب لدقيقة ، استلم (لؤي) الكلب ، وفجأة تمكن الكلب من الافلات من (لؤي) ، واندفع بسرعه باتجاه الشارع المقابل بحيث صودف مرور احد المارة ويدعى (ريان) ، فأثار هذا المشهد الذعر في نفس (ريان) الذي حاول الهروب خوفا من الكلب المندفع باتجاهه ، معتقدا انه يهاجمه، فركض لكن سرعان ما تعثر بسبب دقة الموقف وسقط على الارض وكسر رجله واكمل الكلب طريقه من دون ان يلمس (ريان).
من المسؤول عن الضرر الذي لحق بريان؟
هل من مسؤولية على عامر؟ أو لؤي ؟
أو خطأ المتضرر ريان؟
أو مجرد قضاء وقدر؟
ما حكم القانون؟
ان القانون المدني ينص، على ان حارس الحيوان مسؤول عن ضرر حيوانه حتى لو ضل او هرب. والحيوانات المقصود بها ، هي الحيوانات المنزلية او الاليفة او المفترسة التي توجد تحت رعاية المالك او الحارس.
ولكي تتحقق شروط المسؤولية المدنية يجب :
١) ان يقع الضرر بفعل الحيوان .
٢) ان يكون المسؤول حارسا للحيوان.
١) لجهة وقوع الضرر بفعل الحيوان : ان الطريقة الاندفاعية التي توجه بها الكلب باتجاه ريان شكلت سبب مباشر واساسي للضرر الذي حصل له ، حتى لو لم يحدث احتكاك بينهما ، ان هذا الاندفاع اوحى لريان بأنه يتعرض لهجوم من الكلب ،مما سبب ذلك الذعر في نفسه وركض وتعثر وسقط ارضا، وبالتالي ان فعل الحيوان شكل عامل ايجابي في احداث الضرر ، وان حالة الذعر التي وقع فيها ريان يمكن ان تحصل لاي شخص اخر، بغض النظر عن ان الكلب كان غير مفترس ويريد اللهو.
٢) لجهة ثبوت حراسة الحيوان : ليس الحارس هو من يكون الحيوان في حيازته دون أن تكون له السيطرة الفعلية عليه في التوجيه والرقابة، ان تسليم عامر كلبه الى لؤي لدقائق معدودة لا ينقل الحراسة له ، ان الحراسة مازالت لمالكه عامر والتخلي عنه بهذا الشكل لا يعفي مالكه من المسؤولية ولا يؤدي الى انتقال الحراسة لصديقه لؤي.
وبالتالي ان عامر بصفته حارسا للحيوان يكون مسؤولا مدنيا امام القضاء المدني عن الضرر الحاصل لريان بفعل كلبه ويلزم بالتعويض عليه استنادا للمسؤولية الناجمة عن فعل الحيوان.
ولا يمكن تذرع عامر بخطأ المتضرر او وجود قوة قاهرة، ان المتضرر كان يمشي في الشارع الفرعي دون ان يصدر منه اي خطأ، كما ان الحركة الفجائية التي قام بها الكلب باندفاعه الى الشارع المقابل وباتجاه ريان لا تشكل القوة القاهرة التي تعفي الحارس من المسؤولية لان هذه الحركة متوقعة من اي كلب.
ولا يمكن لعامر أن يثبت أنه لم يرتكب خطأ وأنه قام بما ينبغي من العناية حتى لا يحدث الحيوان الضرر ، لان الخطأ مفترض والضرر حصل بسبب فعل الحيوان اي بفعل ايجابي منه حتى لو لم يلمس المتضرر.
ولا شيء يمنع من ملاحقة عامر جزائيا بجرم الايذاء غير القصدي بسبب تصرفه غير المسؤول بترك كلبه مع صديقه الذي تنقصه الخبرة في السيطرة على الكلب وخصوصا انهم في شارع فرعي في المدينة لا يخلو من المارة، ان هذا التصرف يشكل الخطأ الجزائي الناجم عن اهمال وقلة احتراز وعدم مراعاة الانظمة والقوانين ، وهذا الخطأ المتجسد بالاهمال ادى الى حصول الضرر ، وبالتالي ان هذا الخطأ يفصل على اساسه القاضي الجزائي في دعويي الحق العام (حق المجتمع) والحق الشخصي(التعويض).
المصدر: راني شحادة/نبذات قانونية
Comments
Post a Comment