(أعطاها مجرد نصيحة بأن تضع السم لزوجها للتخلص منه/ لكنها عدلت عن تنفيذ المخطط في اليوم التالي )
قام (فادي) بتقديم نصيحة الى شقيقته (كيندا) لقتل زوجها (مهند) والتخلص منه نتيجة خلافاتها الشخصية معه وذلك عن طريق وضع السم له في الطعام ، اقتنعت (كيندا) بالفكرة وقررت تنفيذها في اقرب فرصة . في اليوم التالي تراجعت (كيندا) عن تنفيذ مخطط (فادي) خوفا من الملاحقة القانونية واكملت حياتها بشكل طبيعي مع زوجها .
هل يمكن ملاحقة فادي جزائيا ؟ ما حكم القانون؟
ان القانون يعتبر محرضا من حمل او حاول ان يحمل شخصا اخر بأي وسيلة كانت على ارتكاب جريمة.
فالتحريض اذن هو خلق التصميم لدى الغير على ارتكاب جريمة او محاولة خلق هذا التصميم ، وهذا التصميم يجب ان يتضمن القصد الجرمي عن معرفة وارادة.
كما ان جرم التحريض يقوم حتى لو لم تحصل الجريمة المحرض عليها، مع الاستفادة فقط من تخفيض العقوبة اذا كان التحريض على جناية او جنحة.
اما الوسائل التي يمكن ان يلجأ اليها المحرض هي عديدة ، ومن بينها اللجوء الى مجرد حديث او نصيحة تهدف بالنتيجة الى اقناع الفاعل بارتكاب الجريمة.
بالعودة الى المثل المطروح اعلاه ، ان ارادة فادي اتجهت الى خلق التصميم والفكرة الجرمية في ذهن شقيقته كيندا لارتكاب جريمة القتل العمدي من خلال وضع السم في الطعام ، وهو على علم بأن نصيحته سوف تؤثر على شقيقته وتوقع اندفاعها نحو ارتكاب الجريمة.
وبالتالي ان فعل فادي يقع تحت طائلة قانون العقوبات وتحديدا جرم التحريض على القتل العمدي وعقوبته نفس عقوبة الجريمة المحرض عليها اي الاعدام ، على ان يستفيد فقط من تخفيض العقوبة لان الجريمة المحرض عليها لم تحصل.
ولا بد من الاشارة بأن في حال تراجع فادي عن تحريضه بعد خلق الفكرة الجرمية لدى شقيقته، ان الراي الغالب هو بالابقاء على العقاب حتى لو نجح في منع شقيقته من تنفيذ الجرم المحرض عليه وذلك لان العدول هنا لاحق على النشاط التحريضي المنشئ لجريمة مستقلة ، مع ان بعض القوانين العربية اعفت المحرض من العقاب اذا حصل العدول قبل ارتكاب الجريمة اي عندما يتمكن المحرض من منع حصولها.
المصدر:راني شحادة/نبذات قانونية
Comments
Post a Comment