"ليبانون ديبايت"
رسم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خارطة الطريق للخروجج من الأزمة محدداً ثلاث مخارج يمكن ان تلج الى الحل العودة الى جلسات الحكومة وبالطبع استقالة وزير الإعلام للولوج إلى معالجة العلاقة مع المملكة العربية السعودية، مُغازِلًا "المملكة" من باب تصويبه على رفض تحديّات "الثنائي الشيعي".
وإعتمد أسلوب المَلامة للأطراف المعطلة لعمل الحكومة، بالقول: "إعتقدنا بأن الواقع المؤلم الذي يمر به وطننا، سيدفع الجميع الى التعالي عن الحسابات والاعتبارات الضيّقة، والمشاركة الفاعلة في العملية الانقاذية، لكنّ هذا الامر لم يحصل ويا للاسف، واذا كان سلوك من اختاروا البقاء خارج الحكومة او ينتهجون خط المعارضة يمكن فهمه وتبريره، فرأى أن ما يجدر التوقف عنده هو نهج التفرّد والتعطيل الذي تعرضت له الحكومة من الداخل.
وتطرَّق إلى أسباب تعطيل مجلس الوزراء مُعتبِراً أنّ هناك من حاول استدراج الحكومة الى التدخل بامر قضائي لا شأن لها به، مع ما يتركه هذا التدخل من أضرار سيئة على سمعة لبنان والقضاء فيه وعلى التماسك الحكوميتاليا. من هنا فقد حدَّدنا المسلمات التي نتعاطى بها مع اي ملف قضائي، مع تفهم الظروف التي أوصلت هذا الملف إلى ما وصل اليه.
فهو إعترف رغم المحاولة الملف القضائي لانفجار مرفأ بيروت في عهدة القضاء، بأنّ "هناك شططًا وقع فيه المُحقق العدلي ويجب تصويبه، وخاصة في موضوع محاكمة الرؤساء والوزراء المناط حسب المادة 80 من الدستور بالمجلس النيابي، الا ان الامر لم يغير في موقف البعض شيئا".
وأشار إلى "الإمتحان جديد هو الاصعب، الذي وقعت به الحكومة بفعل مواقف شخصية أطلقها وزير الإعلام قبل توليه الوزارة لكنها أدخلت لبنان في محظور المقاطعة من قبل المملكة العربية السعودية ولعض دول الخليج العربي.
ورَفع من نسبة التحدي عندما توجه للمعنيين بالتعطيل: "لا تدار البلاد بلغة التحدي والمكابرة بل بكلمة سواء تجمع اللبنانيين وتوحّدهم في ورشة عمل واحدة لانقاذ وطنهم، ومخطئ مَنْ يعتقد أنّه قادر على فرض رأيه بقوّة التعطيل والتصعيد الكلامي على المنابر".
مُخطئ أيضًا مَنْ يعتقد انه يمكنه اخذ اللبنانيين الى خيارات بعيدة عن تاريخهم وعمقهم العربي وعلاقاتهم الوطيدة على كل الصعد مع الدول العربية ودول الخليج خاصة ومع المملكة العربية السعودية تحديدا.
مُخطئ أيضا مَنْ يعتقد انه،وفي لحظة تحولات معينة لم تتضح معالمها النهائية بعد، يمكنه الانقلاب على الدستور واعادة الوطن الى دوامة الاقتتال الداخلي والانقسامات التي لا نزال ندفع ثمنها غاليا حتى اليوم .
وتوقف عند ثمة نقاط لعلّ ليفهم البعض خارطة الطريق التي عقدت العزم على السير بها لإنجاح العمل الحكومي والنهوض بالوطن، وتتلخص بالآتي:
-مجلس الوزراء هو المكان الطبيعي لمناقشة كل الملفات والقضايا التي تعني الحكومة بعيدًا عن الاملاءات والتحديات والصوت المرتفع واستخدام لغة الوعيد والتهديد. ولن يكون مجلس الوزراء ابدا مكانا للتدخل في اي شأن لا يخص الحكومة، وتحديدا في عمل القضاء.
-على جميع الوزراء التزام التضامن الوزاري والتقيد بمضمون البيان الوزاري ، الذي حدد القواعد الاساسية لعمل الحكومة وسياستها. وكل ما يقال خارج هذه الثوابت مرفوض ولا يلزم الحكومة بشيء.
-إننا عازمون على معالجة ملف العلاقة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الشقيقة وفق القواعد السليمة. ولن نترك هذا الملف ابدا عرضة للتساجل وللكباش السياسي، وسنسعى بالتعاون مع جميع المخلصين للعودة عن القرارات المتخذة بما يعيد صفو العلاقات اللبنانية مع امتداده العربي الطبيعي.
وفي هذا السياق ايضا فانني اكرر دعوة وزير الاعلام إلى تحكيم ضميره وتقدير الظروف واتخاذ الموقف الذي ينبغي اتخاذه، وتغليب المصلحة الوطنية على الشعارات الشعبوية. ويبقى رهاني على حسه الوطني لتقدير الظرف ومصلحة اللبنانيين مقيمين ومنتشرين، وعدم التسبب بضرب الحكومة وتشتيتها،بحيث لا تعود قادرة على الانتاج والعمل، وتضييع المزيد من الوقت.
وبعد أنْ طرح أولويات الحل وخارطة الطريق الطبيعية للخروج من الازمة، كرَّر توصيف "المخطئ" لمَن يعتقد ان التعطيل ورفع السقوف السياسية هو الحل. وبرأيه على الجميع أنْ يقتنعوا أنّه لا يمكن لأي فريق أن يختصر البلد والشعب لوحده بقرار يتعلق بثوابت وطنيّة لا تتبدل".
ودعا الجميع إلى "إختصار الطريق والقيام بالخطوات المطلوبة للمساهمة في الحل، مع التشديد على عودة الحكومة إلى العمل بنشاط وإيجابية وتعويض الأيام التي ضاعت هدرًا في مناكفات مجانية.وتعالوا نتجه جميعًا بقلب منفتح صوب أشقائنا ونعيد وصل ما إنقطع بيننا نتيجة الظروف الماضية.
وكَشف عن إجتماعات ولقاءات فاصلة قبل تحديد "الكلمة الفصل" في كل شأن عقدنا العزم على معالجته بشكل تام . وعلى الجميع ملاقاتنا في هذا العمل الانقاذي المنشود
وختم بالدعوة الى كلمة سواء تحمي اللبنانيين ووطن الارز ولنبتعد جميعا عن المناكفات،لأن هذا هو طريق الحل برأيه ولا حل سواه فلنختصر الوقت والمسافات للولوج الى العمل المنتج المنتظر.
Comments
Post a Comment