في الوقت الذي تتبنّى فيه الحكومات -الداعمة للمناخ- السيارات الكهربائية بصفتها مفتاح الانتقال لقطاع نقل خالٍ من الانبعاثات البيئية الضارة، وتبذل قصارى جهدها لتحفيز المواطنين على شراء هذه المركبات عبر تقديم حوافز أو استثناءات ضريبية، تُمثّل المشكلات الفنية وعيوب تصنيع البطاريات التي قد تُسبّب اندلاع حرائق، حجر عثرة أمام إحلال هذه السيارات محلّ مركبات الوقود الأحفوري.
ويمثّل قطاع النقل 21% من انبعاثات الكربون العالمية، ويعتمد القطاع بنسبة 95% على النفط، بحسب ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.
واستكمالًا لمسلسل حرائق السيارات الكهربائية، استدعت شركة "بي إم دبليو"، 83 سيارة 2022 من طراز (أي 4 إي درايف 40)، و (أي 4 إم 50)، و(آي إكس إكس درايف 50) و (أي إكس إم 60)، التي تعمل بالبطاريات الكهربائية؛ بسبب احتمال نشوب حرائق في البطارية، وفقًا لموقع أوتو بلوغ.
أسباب حريق السيارات الكهربائية
نصحت شركة "بي إم دبليو" والجمعية الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة، مالكي السيارات بعدم قيادة سياراتهم، وعدم ركنها داخل أو بالقرب من المركبات والهياكل التي يمكن أن تشتعل فيها النيران، وعدم شحنها.
وأوضحت الشركة أنه من الممكن أن تكون خلايا حزمة البطاريات في السيارات المتضررة قد عانت من خلل خلال التصنيع.
وبعد وقوع عدّة حوادث داخل الولايات المتحدة وخارجها، وجد تحقيق أجرته شركة بي إم دبليو، أن لوحة الكاثود في الخلية يمكن أن تكون قد تعرضت للضرر خلال تصنيع الخلايا.
وإذا تسرّب حطام الكاثود داخل الخلية، فقد يتسبّب ذلك في حدوث ماس كهربائي يؤدي إلى نشوب حريق، وهو ما أدى إلى استدعاء 27 سيارة من طراز أي 4 و56 مركبة من طراز أي إكس.
وقالت شركة بي إم دبليو، إنها لم تتلقَّ أيّ شكاوى من وجود إصابات ناجمة عن هذه المشكلة.
يبدو الأمر مشابهًا لما حدث لحزم بطاريات "شيفروليه بولت"، في حالة شيفروليه، كان للأنود الممزق وفاصل الخلايا الممزقة، القدرة على إحداث ماس كهربائي والتسبّب في نشوب حريق.
وخلال شهر سبتمبر/أيلول (2021)، أدت عيوب التصنيع في سيارات شيفروليه بولت إلى نشوب 12 حريقًا وإصابة 3 أشخاص.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استدعت الشركة جميع نماذج بولت إي في (2017-2022) وبولت إي يو في (2022) لاستبدال وحدات البطارية.
وكما هي الحال مع شيفروليه، جاءت بطاريات بي إم دبليو من مورد آخر، إذ طّورت الشركة الألمانية لتصنيع السيارات، الخلايا في مركز كفاءة البطارية الخاص بها، في حين تُسنَد عمليات الإنتاج الضخمة لشركتي سامسونغ إس دي أي وكاتل.
وقالت شركة بي إم دبليو، إن الخلايا المتضررة جاءت من سامسونغ إس دي أي.
حريق حافلة كهربائية في ولاية أميركية
من ناحية أخرى، يحقّق المجلس الوطني لسلامة النقل في حريق دمّر حافلة نقل كهربائية في بلدة هامدين بولاية كونيكتيكت الأميركية في 23 يوليو/تموز الجاري (2022)، وفقًا لرويترز.
وقررت سي ترانزيت -هيئة الحافلات بالولاية- وقف استخدام أسطولها المكون من 12 حافلة كهربائية تعمل بالبطارية من طراز "نيو فلاير إكس إي 40"، حتى اكتمال التحقيق.
وقالت شركة تصنيع الحافلات الكندية "إن إف أي غروب"، الشركة الأم لنيو فلاير، يوم الجمعة 28 يوليو/تموز (2022)، إنها تعمل مع وكالات الولاية للتحقيق في هذا الحادث غير المعتاد، مشيرة إلى أنها قامت بنشر فريق الخدمة المدنية لديها في المنطقة.
وأضافت الشركة أن حافلاتها "مصممة، ومصنّعة، ومبتكرة، واختُبِرَت بصرامة لتكون من بين أكثر المركبات أمانًا في أميركا الشمالية، وأكثر أشكال النقل العام موثوقية في المجتمعات."
ونشرت إدارة الإطفاء في هامدن صورة للحريق في فيس بوك، وقالت، إن عاملين من سي ترانزيت نُقلا بإجراء احترازي، نتيجة التعرض للدخان، ونُقِل أحد رجال الإطفاء بسبب الإجهاد الحراري.
وفي العام الماضي، حثّ المجلس الوطني لسلامة النقل صانعي السيارات على تحسين أدلة الاستجابة للطوارئ في السيارات الكهربائية التي تفتقر إلى المعلومات الواضحة وتعوق الجهود المبذولة لإطفاء حرائق بطاريات الليثيوم أيون.
ولاحظت إدارة مكافحة الحرائق في هامدن أن حرائق بطارية أيونات الليثيوم يصعب إخمادها بسبب العملية الكيميائية الحرارية التي تُنتج حرارة كبيرة وتشتعل باستمرار.
ووافق الكونغرس الأميركي، في عام 2021، على حزمة دعم بقيمة 5 مليارات دولار للحافلات عديمة ومنخفضة الانبعاثات بجزء من قانون البنية التحتية بقيمة تريليون دولار.
ومنذ أواخر العقد الماضي، تشهد الولايات المتحدة سحب ما بين 200 و500 ألف بطارية سيارة كهربائية سنويًا بعد انتهاء عمرها الافتراضي، مع توقعات ارتفاع هذا العدد إلى مليون وحدة بحلول 2025، ومليوني وحدة بحلول 2040، وفقًا للتقرير.
Comments
Post a Comment