وطا صفرتا: ضيعة مسكونة عفاريت ماتوا كل سكانها

​

اليوم رح نحكي قصة شيقة كتير بس بتخوف شوي وغريبة، رح نروح سوا على قضاء البترون لنكتشف السر لي مخبى بضيعة وطا صفرتا المسكونة من العفاريت.

هيدي حقيقة الضيعة بحسب روايات سكانها والجيران! 

بخبروا إنو من بعد غياب الشمس ممنوع حدا ينام بالوطا، لأن العفريت الساكن بالضيعة ما كان يسمح بهل شي. قال كانوا يجو من زمان سكان الضيع المجاورة يحوشوا جوز ولوز من الضيعة ويروجوا يفلوا قبل ما تغيب الشمس وتعتم الدني لأن بس تصير الدني ليل كان العفريت يطلع من وكرو ويمشي ويلحق الناس. 

بحسب الروايات الشعبية، هل ضيعة مسكونة من "رَصَد" (عفريت) على شكل تيس معزي عم يحمي كنز فينيقي مخبى وموجود بهل أرض من آلاف السنين.

لي كانوا يجو على الضيعة بالليل، ما عادوا يسترجوا يضلو لأن كانوا يسمعوا صوت غريب هني وعم يمشوا، صوت خشخشة، صوت دعسات بتخوف كأن حدا لاحقهن وبدو يعملن شي، فما يصدقوا كيف يهربوا.

بعض الروايات الشعبية الأخرى بتقول إنو العفريت العايش بالضيعة بحب الخراب وما بدو حدا يسكنها غيرو، لهيك كل سكانها ماتوا وانقطع نسلهن. التقليد بقول كمان إنو العفريت كان يمنع نسوان الضيعة يجيبوا صبيان، فكانوا يجيبوا بنات ويتجوزوا هل بنات من برات الضيعة ويعيشوا برا وإذا إجاهن صبيان كانوا يموتوا قبل ما يصيروا شباب أو يضلوا كل حياتن عزابي لما يصير عندن نسل يربطن بالضيعة.

وهيك فعلاً انقطع نسل أهالي الوطا بعد سنين وما حدا بيعرف كيف وليش. يقال إنو هل ضيعة كانت تعج بالحياة والناس قبل الحرب العالمية الأولى وكان فيها دير سرياني كتير كبير، في حوالي 200 راهب ومكتبة عملاقة وناس وولاد عم تلعب بالحقول وأصوات صبيان وبنات.

وبحسب الباحث نبيل يوسف، عام 1913 ما بقى بالضيعة غير كم شخص لحد ما تسكر آخر بيت عام 1958 وفرغت الضيعة نهائياً من أهلها.

بحسب الروايات لي اسمعناها، حنا ونزهة هني آخر شخصين عاشوا بالوطا وما جابوا ولاد خالص واضطروا يفلوا من الضيعة بعد ما اتخانقوا وفترقوا وهيك تركوا الضيعة فاضية. وقبل ما تموت نزهة بشوي رجعت لجوزها من جديد وكفوا حياتن برات الضيعة. 

بس تروحوا على وطا صفرتا، رح تلاقوا إنو ما فيها طريق، أرضها وعرة شوي، وفيها بير مي بعدو لهلق بطلع مي ما حدا بيعرف كيف وليش.

الخرافات بتقول إنو العفريت بيشرب منو من هيك ما نشف. بتمشوا شوي بتلاقوا بيوت قديمة قاشط سقفها وكنيسة مار آصيا شفيع الضيعة لي بعدها واقفة.

هيدي هيي خبرية ضيعة وطا صفرتا الغريبة، بقولوا بس تكونوا فيها بالعتم رح تحسوا بدعسة العفريت يلي أكتر شي بيجي بس تكون الدني عم تشتي. رغم كل شي هل ضيعة بعدها حلوة كتير وبتستاهل الإهتمام. 

إذا كنتوا بتحبوا تعيشوا هيك مغامرات، زوروا هل ضيعة!